شبه الجزيرة نت – اقتصاد دولي
في خطوة تعكس تصاعد التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة، بدأ تطبيق البيع بالتجزئة الصيني “تيمو” بتمرير الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة إلى المستهلكين في الولايات المتحدة، ما أدى إلى مضاعفة أسعار بعض المنتجات على المنصة، وسط تحذيرات من انعكاسات تضخمية متوقعة على الاقتصاد الأمريكي.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أعلنت عن تعديلات جمركية صارمة ستدخل حيّز التنفيذ في 02 مايو 2025، وتشمل إلغاء الإعفاءات التي كانت تُمنح بموجب قاعدة “دي مينيمس”، والتي أعفت سابقاً الطرود التي لا تتجاوز قيمتها 800 دولار من أي رسوم جمركية.
وبحسب السياسة الجديدة، ستُفرض رسوم بنسبة 120% من قيمة المنتجات المستوردة من بعض الدول، وفي مقدمتها الصين، أو رسوم ثابتة لا تقل عن 100 دولار لكل طرد بريدي، أيهما أعلى، وهو ما أثار مخاوف كبرى في الأسواق الأمريكية من ارتفاع كبير في أسعار السلع الاستهلاكية.
“تيمو” يرد برفع الأسعار
أعلن تطبيق “تيمو”، أحد أكبر منصات التجارة الإلكترونية الصينية منخفضة التكلفة، عن تعديلات في آلية تسعير المنتجات المباعة إلى السوق الأمريكية، مشيرًا إلى أنه سينقل عبء الرسوم الجديدة مباشرة إلى العملاء، نظراً لعدم قدرته على امتصاص التكاليف المرتفعة الناتجة عن الإجراءات الجمركية الجديدة.
وبحسب مراقبين، فإن هذا القرار يعني أن آلاف المنتجات التي كانت تُشحن سابقًا إلى الولايات المتحدة بأسعار منخفضة، ستشهد زيادات كبيرة في أسعارها، وهو ما قد يؤدي إلى تقلص قاعدة المستخدمين وتراجع الطلب، في وقت يعاني فيه المستهلك الأمريكي من ضغوط معيشية متزايدة.
تداعيات تضخمية محتملة
يرى خبراء اقتصاديون أن تشديد قواعد الإعفاء الجمركي على الطرود منخفضة القيمة يهدد بزيادة معدلات التضخم الاستهلاكي في الولايات المتحدة، خاصة في قطاعات مثل الملابس والإلكترونيات والإكسسوارات، وهي الفئات التي يعتمد فيها عدد كبير من الأمريكيين على تطبيقات مثل “تيمو” و”شي إن”.
وكانت وزارة التجارة الأمريكية قد برّرت الخطوة الجديدة بأنها تستهدف “حماية الصناعة الوطنية من المنافسة غير العادلة”، بينما يرى منتقدوها أنها قد تؤدي إلى رفع تكاليف المعيشة دون تقديم بدائل إنتاج محلية كافية.
صراع اقتصادي ممتد
تأتي هذه الإجراءات في سياق حرب تجارية متجددة بين واشنطن وبكين، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى الحد من اعتماد السوق الداخلي على الواردات الصينية، لا سيما في ظل التوترات الجيوسياسية والمنافسة التقنية والتجارية المتصاعدة بين القوتين الاقتصاديتين.
من جهتها، لم تصدر بكين ردًا رسميًا حتى الآن، لكن من المتوقع أن ترد بقرارات مقابلة أو إعفاءات انتقائية على بعض السلع الأمريكية، في محاولة لاحتواء التأثيرات على شركاتها المصدّرة.
المصادر: رويترز – بلومبيرغ – متابعات شبه الجزيرة نت