شبه الجزيرة نت – البحر الأحمر
شهدت منطقة البحر الأحمر تطوراً لافتاً في المشهد العسكري بعد سقوط طائرة أمريكية مقاتلة من طراز F/A-18E Super Hornet تابعة لحاملة الطائرات “يو إس إس هاري إس ترومان”، في حادث يعكس حجم التحديات التي تواجهها القوات الأمريكية في ظل التصعيد المستمر في المنطقة.
وبحسب بيان رسمي صادر عن البحرية الأمريكية، فإن الحادث وقع أثناء محاولة حاملة الطائرات تنفيذ مناورة طارئة للهروب من “نيران الحوثيين”، حيث كانت الطائرة قيد السحب داخل الحظيرة عندما فقد الطاقم السيطرة عليها، ما أدى إلى انزلاقها وسقوطها في البحر. وأسفر الحادث عن إصابة بحار بجروح طفيفة، بالإضافة إلى فقدان جرار السحب.
تصاعد الردع البحري
هذا التطور يأتي في وقت أعلنت فيه القوات المسلحة اليمنية في صنعاء تنفيذ هجمات متكررة بطائرات بدون طيار وصواريخ باليستية على مواقع بحرية أمريكية في البحر الأحمر، بما في ذلك حاملة الطائرات الأمريكية، كرد مباشر على ما تعتبره عدواناً أمريكياً ومساندة للعدوان الإسرائيلي على غزة.
وقد أدى هذا التهديد المتصاعد إلى حالة من التوتر والارتباك داخل البحرية الأمريكية، التي باتت تواجه صعوبة في التحرك بحرية في مناطق كانت لعقود تحت سيطرتها شبه المطلقة. وبات واضحاً أن المعادلات العسكرية قد بدأت بالتغير، وسط تصاعد قدرات الردع البحري التي طورتها صنعاء مؤخراً.
فقدان السيطرة واهتزاز الهيمنة
في حين حاولت البحرية الأمريكية التقليل من أهمية الحادث بالتأكيد أن “المجموعة القتالية لا تزال قادرة على أداء المهام”، إلا أن سقوط طائرة مقاتلة على متن حاملة نووية بسبب “مناورة هروب”، يكشف عن حالة من الضغط الميداني الحقيقي الذي تواجهه واشنطن، وهو ما قد يُعيد النظر في استراتيجياتها البحرية في البحر الأحمر.
وتشير تقارير ميدانية إلى أن الوجود الأمريكي في المنطقة لم يعد آمناً كما كان في السابق، مع إعلان القوات اليمنية منع السفن الأمريكية من المرور عبر مضيق باب المندب وخليج عدن وبحر العرب، وفرض معادلة ردع جديدة في وجه الهيمنة البحرية الغربية.
غارات وقصف مقابل تصعيد المقاومة
يأتي هذا الحادث بعد أسابيع من غارات جوية أمريكية مكثفة استهدفت العاصمة صنعاء وميناء رأس عيسى النفطي، في محاولة لإضعاف قدرات الرد اليمنية. إلا أن الردود المتلاحقة التي شملت هجمات نوعية على السفن الحربية، تثبت أن العمليات الأمريكية لم تؤتِ أُكلها بعد، بل عززت من موقف القوى المناهضة للوجود الأمريكي في المنطقة.
ويُشار إلى أن فيديوهات نُشرت مؤخراً أظهرت القوات الأمريكية وهي تقصف منشآت نفطية في اليمن، ما أثار استنكاراً واسعاً وفتح الباب أمام ردود فعل غير تقليدية في البحر الأحمر.
مرحلة جديدة من التوازن
تشير المعطيات الميدانية إلى أن القوات الأمريكية، رغم تفوقها التقني، أصبحت تواجه واقعاً مختلفاً في المنطقة، حيث لم تعد تتحرك بحرية تامة، وباتت تخسر معدات عسكرية متقدمة أمام أسلحة محلية الصنع وطائرات مسيرة بسيطة لكنها فعالة.
وفي ضوء هذا التصعيد، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مرحلة جديدة من التوازن الاستراتيجي، حيث تسعى قوى المقاومة لتثبيت معادلات جديدة تفرض على واشنطن وحلفائها مراعاة قواعد اشتباك لم تكن قائمة من قبل.
المصادر: البحرية الأمريكية – CNN – متابعة شبه الجزيرة نت – تقارير إعلامية دولية