شبه الجزيرة نت | أخبار الشحن
أصبح يُنظر إلى عدد من الموانئ المصرية كمنافذ إمداد لـ إسرائيل خلال حربها على غزة، حيث تقوم هذه الموانئ بنقل سفن منتظمة لبضائع إلى حيفا و أشدود.
ووفقاً لمعلومات تابعها مرصد بقش ونقلها موقع عربي بوست، فإن 19 سفينة نشطت لعدة أشهر ماضية، وتنقلت ذهاباً وإياباً بين موانئ إسرائيلية وموانئ مصرية، إضافة إلى سفن أخرى بالعشرات تنقل البضائع بين الطرفين، ولم يكن نشاطها مقتصراً على التنقل بين مصر وإسرائيل.
ولم تصل سفن من دول عربية إلى موانئ إسرائيلية سوى من مصر، علاوة على رحلات أخرى مجدولة للإبحار بانتظام بين موانئ الجانبين في الأيام المقبلة، وتُعتبر الموانئ المصرية نقاطاً حيوية لنقل البضائع من وإلى إسرائيل بسبب قُربها من الموانئ الإسرائيلية خصوصاً ميناء أشدود الذي يبعد عن قطاع غزة نحو 29 كيلومتراً، إضافة إلى ميناء حيفا الاستراتيجي، كما أن اقتراب الموانئ من بعضها يقلل من تكلفة الشحن الذي ينعكس بدوره على أسعار السلع المشحونة بالسفن.
خمسة موانئ مصرية
حسب المعلومات فإن أبرز الموانئ المصرية التي تقوم بنقل السفن إلى الموانئ الإسرائيلية هي 5 كلها تطل على البحر الأبيض المتوسط، وهي ميناء بورسعيد، أبوقير، الإسكندرية، الدخيلة، و دمياط.
وتم تتبع نشاط السفن خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة (يونيو ويوليو وأغسطس 2024) وكانت معظم رحلاتها مقتصرة بين الموانئ المصرية والإسرائيلية، وتنوعت السفن الـ19 بين 7 سفن شحن لنقل حاويات البضائع، و6 سفن لنقل الإسمنت، و5 سفن شحن عامة، وسفينة لنقل البضائع السائبة مثل الحبوب والسكر والفحم.
وتنقل تلك السفن في عشرات الرحلات، حمولات متبادلة وترسو لأيام معدودة في الموانئ المصرية والإسرائيلية ما بين يوم إلى ثلاثة أيام، ثم تتجه لتفريغ حمولتها وتنتظر نفس الفترة في الموانئ التي وصلت إليها، ثم تعود مجدداً للإبحار إلى نفس الجهة التي أتت منها.
وتبحر السفن تحت أعلام مصر و إسرائيل و ليبيريا و بنماو أنتيغوا وباربودا و سنغافورة و سانت كيتس ونيفيس الكاريبية.
وحسب البيانات الظاهرة لدى vesselfinder لتتبع حركة السفن، فإن ملكية هذه السفن الخاصة بنقل البضائع تعود إلى شركات في مصر وإسرائيل، وكذلك تركيا واليونان وألمانيا وقبرص وسنغافورة.
ما هي السفن؟
تشمل السفن المبحرة باستمرار بين مصر وإسرائيل، سفينة شحن البضائع “LUCY BORCHARD” العائدة ملكيتها إلى شركة في ألمانيا، والتي أبحرت في 2023 لموانئ إسرائيلية 25 مرة، وكذا سفينة “Pan GG” المصرية، والتي أبحرت إلى ميناء أشدود في 2023 قرابة 28 مرة، وتعود ملكيتها إلى مجموعة “بان مارين” المصرية للشحن (تأسست عام 1978).
كما تشمل سفناً لنقل الإسمنت الذي يعتبر حيوياً في مشاريع البناء الإسرائيلية، ويذكر أن الخط البحري الذي تعبره هذه السفن يقتصر على موانئ مصرية وهي العريش، وأبو قير، والإسكندرية في مصر، وميناءي حيفا وأشدود الإسرائيليين، وتوجد في كل من العريش والإسكندرية مصانع لإنتاج الإسمنت المصري.
هذا وتزايد حجم التجارة بين مصر وإسرائيل خلال فترة الحرب على غزة، إذ زادت مصر من صادراتها ووارداتها مع إسرائيل، مقارنة بفترة ما قبل الحرب، وتشير بيانات رسمية إلى أن صادرات مصر إلى إسرائيل بلغت قيمتها خلال (أكتوبر 2023 – يوليو 2024) 170.1 مليون دولار، مقارنةً بـ162.8 مليون دولار في الفترة نفسها من عامي 2022 و2023.
وهذا الارتفاع في التجارة يتزامن مع الحرب المستمرة منذ أكتوبر الماضي، إذ ضاعفت مصر وارداتها من إسرائيل خلال الحرب، واستوردت من إسرائيل منذ أكتوبر وحتى يوليو ما قيمته 331.6 مليون دولار، مقارنةً بـ106.8 مليون دولار في نفس الأشهر خلال 2022 و2023.
إمداد إسرائيل بالنفط
بالنظر إلى الإمدادات التي تتلقاها إسرائيل بشكل عام، بغض النظر عن مصر، فإن “النفط” و”الوقود” يبرز خصوصاً بين هذه الإمدادات، من خلال عدد من الدول والشركات.
وحسب تقرير اطلع عليه بقش من شركة Oil Change International، فإن إمدادات النفط إلى إسرائيل مستمرة في التوسع منذ بداية الحرب، في انتهاك لرأي محكمة العدل الدولية الصادر في يناير، والذي رأى أن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية وأن الفلسطينيين في غزة لديهم حقوق.
وهناك 65 شحنة من النفط الخام ومنتجات البترول المكررة تم تسليمها إلى إسرائيل من 21 أكتوبر 2023 حتى 12 يوليو 2024، وتتواطأ مع إسرائيل شركات نفط مملوكة للمستثمرين والقطاع الخاص من خلال عملياتها وحصص ملكيتها في مشاريع توريد النفط إلى إسرائيل.
المصدر: عمار خالد – مرصد بقش الاقتصادي