شبه الجزيرة نت | عالمي
في تصعيد عسكري مفاجئ، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية مساء اليوم بأن قوات صنعاء أطلقت صاروخاً باليستياً باتجاه مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب، وذلك بالتزامن مع خطاب للرئيس الأمريكي جو بايدن من العاصمة السعودية الرياض، في تطور دراماتيكي أربك حسابات الأمن الإسرائيلي وأثار موجة من الذعر العام.
فشل اعتراض… ودخان في السماء
وبحسب ما تداولته منصات إعلامية ومقاطع مصورة على شبكات التواصل، فقد فشلت منظومة القبة الحديدية الإسرائيلية في اعتراض الصاروخ، حيث وثّقت المشاهد لحظات إطلاق الدفاعات الجوية، متبوعة بانفجارات في السماء وتصاعد أعمدة الدخان، وسط أصوات صافرات الإنذار التي دوت بكثافة داخل المطار ومحيطه.
وأظهرت فيديوهات أخرى حالة من الفوضى والهلع بين المسافرين والعاملين داخل المطار، الذين اندفعوا إلى الملاجئ ومناطق الاحتماء، بينما توقفت حركة الطيران مؤقتًا نتيجة الذعر وحالة الطوارئ التي فرضت في المرفق الحيوي.
إصابات هلع وأضرار في الضفة الغربية
أكدت خدمات الإسعاف الإسرائيلية أنها تعاملت مع عدد من الإصابات الطفيفة الناتجة عن التدافع، إضافة إلى حالات نوبات هلع شديدة بين الركاب. وفي الوقت ذاته، أفادت مصادر محلية أن بعض الصواريخ الاعتراضية سقطت على مستوطنات في الضفة الغربية، مخلفة أضرارًا مادية دون تسجيل إصابات بشرية.
في تطور موازٍ، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن شظايا من الصاروخ اليمني سقطت في جبال القدس، ما يعكس اتساع مدى الهجوم وارتباك الدفاعات الجوية في التعامل معه.
ضربة سياسية قبل أن تكون عسكرية
الضربة لم تكن فقط عسكرية بل حملت أبعاداً سياسية كبيرة، إذ جاءت متزامنة مع خطاب مهم ألقاه الرئيس بايدن من الرياض، في لحظة رمزية قد يُنظر إليها كرسالة مزدوجة موجهة لكل من واشنطن وتل أبيب. وكانت واشنطن قد أعلنت مؤخرًا اتفاق تهدئة مع صنعاء ينص على وقف متبادل للهجمات، ما يجعل هذا الاستهداف خروجًا صريحًا عن إطار ذلك الاتفاق.
ويرى مراقبون أن توقيت الهجوم يعكس رسالة تصعيدية من صنعاء مفادها أن خطوط الاشتباك لم تعد تقتصر على الجبهة اليمنية الأمريكية، بل باتت تشمل العمق الإسرائيلي، وخاصة المراكز الحساسة كالمطارات والبنى التحتية المدنية.
مخاوف إسرائيلية من جبهة جديدة
الهجوم الذي استهدف مطار بن غوريون – أكثر المواقع تحصينًا – طرح تساؤلات خطيرة داخل الأوساط الأمنية الإسرائيلية، حول جاهزية منظومات الدفاع الجوي ومدى فعالية اتفاقيات التهدئة المفترضة. كما يُحيي مخاوف قديمة من فتح جبهة جديدة من الجنوب العربي، في الوقت الذي تواجه فيه إسرائيل تحديات أمنية متعددة على أكثر من جبهة، لا سيما في غزة والضفة ولبنان.
وفي ظل هذه التطورات، يُتوقع أن يشهد المشهد الإقليمي تصعيدًا دبلوماسيًا وعسكريًا خلال الساعات المقبلة، خاصة مع احتمال إصدار رد إسرائيلي رسمي أو تحرك أمريكي لإعادة تقييم التفاهمات مع صنعاء.