شبه الجزيرة نت | الأخبار المحلية
باحثون يمنيون يحذرون من تهريب الآثار وتزوير هوية النقوش القديمة في الأسواق الدولية
شبـة الجزيرة – متابعة خاصة
أثار الباحث اليمني المهتم بملف الآثار المهربة، عبدالله محسن، جدلاً جديداً حول مصير نقش أثري سبئي نادر من البرونز، يعود إلى فترة ما قبل الميلاد، يُعرف باسم “لوح الاعتراف بالخطيئة”. النقش يحمل نصّ نذرٍ للإله ذو سماوي، يتضمن اعتراف امرأة تُدعى “قلاف بنت مالت” بخطيئتها وتوبتها في معبد أذنان، أحد أقدم معابد مملكة سبأ.
وقال محسن في منشور على صفحته في “فيسبوك” ضمن سلسلته (آثار اليمن.. في الخارج)، إن النقش الذي درسه البروفسور إبراهيم الصلوي عام 2005، واطلع عليه الباحث خليل الزبيري في محافظة الجوف، كان معروفاً بنسخة واحدة فقط، قبل أن يتضح لاحقاً وجود ثلاث نسخ متطابقة في النص والمضمون، ما يثير تساؤلات حول مصدرها وكيفية خروجها من اليمن.
وأوضح الباحث أن النسخة الأولى من النقش، بمقاس 13.7 × 18.7 سم، عُرضت في مزاد “أرتميس للفنون الجميلة” بالولايات المتحدة عام 2018، حيث جرى تصنيفها بالخطأ على أنها “شهادة عسكرية رومانية برونزية” نتيجة تفسير خبير غير متخصص باللغة اليمنية القديمة.
أما النسخة الثانية، فعُرضت عام 2012 في دار “صادق جاليري” للفنون القديمة في نيويورك، تحت الوصف ذاته. غير أن محسن رجّح أن تكون مزيفة، مشيراً إلى أن مالك الجاليري اعترف في تحقيق لصحيفة نيويورك تايمز (16 نوفمبر 2021) ببيع آلاف القطع الأثرية المزيفة لعملاء حول العالم.
وفيما يخص النسخة الثالثة، قال محسن إنها تختلف جزئياً عن النسختين السابقتين، وتبلغ أبعادها 18.1 × 12.9 سم، وتُعرض حالياً للبيع في مزاد “ليون وترنبول” بمدينة إدنبرة بالمملكة المتحدة، ضمن مجموعة خاصة من فيتنبرغ، وتوصف بأنها “لوحة نذرية سبئية” من سبيكة نحاس مصبوبة تعود إلى القرنين الأول والثالث الميلاديين، وتبدو خالـية من آثار التآكل.
وانتقد محسن عجز وزارة الثقافة وهيئة الآثار والمتاحف اليمنية عن أداء دورهما في حماية الموروث الوطني واستعادة القطع الأثرية المنهوبة، مشيراً إلى أن هذا اللوح البرونزي بنسخه الثلاث خرج من اليمن بعد عام 2005، دون أي تحرك رسمي يُذكر.